تضاربت الأنباء حول سيطرة القوة المشتركة على منطقة الزرق بشمال دارفور، وفي الوقت الذي قالت فيه القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، إنهم تمكنوا مع القوات المسلحة والقوات المساندة من تحقيق نصر إستراتيجي كبير بتحرير منطقة وادي هور بالكامل وختاماً بتحرير قاعدة الزرق، العسكرية ومطارها الحربي وكان ذلك مساء أمس السبت.
وفي المقابل أظهرت فيديوهات بثتها منصات تابعة لقوات الدعم السريع تعلن سيطرتها على سوق منطقة الزرق وكامل المنطقة، وفي السياق أكد مستشار قائد قوات الدعم السريع الباشا طبيق إن تصريحات مناوي عن إنتصارات للحركات المسلحة في بئر مزة والزرق وشمال كتم بشمال دارفور هي كذبة بيضاء من أجل التغطية على الهزائم الكبيرة التي لحقت بالحركات المرتزقة أمس بالمالحة وسرف العوم بغرب دارفور.
وقال طبيق في تغريدة على منصة إكس ان مناوي يتحمل عواقب الزج بعمال الكنابي والأطفال في هذه الحرب مقابل المال للدفاع عن جلاديه في الجيش وجهاز المخابرات العامة الذين يتبعون للحركة الإسلامية والجماعات الإرهابية المدعومة من الحرس الثوري الإيراني، موضحاً إن هذه المحاولات الفاشلة من الحركات المسلحة هي نهاية مؤلمة للحركات في صحراء شمال دارفور والفاشر، مؤكداً أن قوات الدعم السريع مستمرة في حربها ضد الإرهاب في السودان حتى يتم القضاء على منابع الإرهاب بصورة نهائية.
وأعلنت قوات الدعم السريع فجر اليوم الأحد تحرير منطقة الزرق بولاية شمال دارفور وطرد المعتدين من حركات الكفاح المسلح، واتهم بيان صادر عن الدعم السريع تحصلت عليه (فجر برس) حركات الكفاح المسلح والقوة المشتركة بارتكاب تطهيراً عرقياً بحق المدنيين العزل في منطقة الزُرق وتعمدت ارتكاب جرائم قتل لعدد من الأطفال والنساء وكبار السن وحرق وتدمير آبار المياه والأسواق ومنازل المدنيين والمركز الصحي والمدارس وجميع المرافق العامة والخاصة.
وأفاد بيان الدعم السريع بإن استهداف المدنيين في مناطق تخلو من الأهداف العسكرية، يمثل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ويعكس العمل الجبان، حالة الإفلاس والهزيمة وعدم القدرة على مجابهة أشاوس قواتنا في ميادين القتال، وطالب البيان المنظمات الإقليمية والدولية خاصة منظمات حقوق الإنسان بإدانة هذه الممارسات الفظيعة التي ارتكبت بحق المدنيين الأبرياء ومحاولات الحركات المسلحة تحويل الصراع إلى صراع قبلي لخدمة أجندة الجلاد.
وقالت قوات الدعم السريع بحسب بيانها إن تحرير منطقة الزرق بشمال دارفور يؤكد قدرة قواتنا على حسم جيوب المرتزقة ومليشيات البرهان التي بدأت تلفظ أنفاسها الأخيرة في دارفور، وقريباً ستدك قواتنا آخر معاقلهم في جميع أنحاء السودان وتخليص كامل البلاد من هيمنة عصابة العملاء الإرهابيين.
وفي الضفة الأخرى قال المتحدث باسم القوة المشتركة المقدم أحمد حسين في بيان صحفي، اليوم الأحد، إن عملية تحرير الزرق بدأت صباح أمس بتحرير قاعدة بئر مرقي، بما فيها المطار العسكري، ثم السيطرة على قواعد بئر شلة، ودونكي مجور، وبئر جبريل، ودونكي وخائم، وصولاً إلى قاعدة الزرق العسكرية، وأكد بيان القوة المشتركة ان هذه القواعد العسكرية ظلت تمثل شرياناً لتهريب الأسلحة والمرتزقة من الدول المجاورة إلى داخل السودان، كما كانت تستخدم لتأمين الوقود والأسلحة المهربة للدعم السريع.
وأبان انها شكلت نقطة إنطلاق لعمليات بربرية ضد الأبرياء في جنوب الفاشر، معسكر زمزم، قرى الجزيرة، ودار زغاوة، ولقد مكنت هذه القواعد المليشيا من إرتكاب جرائم إبادة جماعية وتشريد الملايين، وأشار الى ان الدعم السريع استغلت الموقع الإستراتيجي لمنطقة الزرق قرب مثلث الحدود السودانية الليبية التشادية، لبناء أكبر قاعدة عسكرية في الصحراء الكبرى. ومن هناك، إبتزت الإتحاد الأروبي والمجتمع الدولي بملف الهجرة غير الشرعية، وحصلت على دعم مالي وإقتصادي.
ودعا حسين المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية بدعم الشعب السوداني ضد الدعم السريع، ودعا إلى إدانة جرائم هذه المليشيا التي ترقى إلى الإبادة الجماعية. كما طالب بالضغط على دولة الإمارات لوقف أي دعم مالي أو لوجستي للدعم السريع.
وتقع منطقة الزرق، بشمال دارفور، وأسس بها الدعم السريع منذ 2017، قاعدة عسكرية هامة، ومنطقة سكنية زودها بخدمات المياه والصحة والتعليم ودور العبادة والتعليم الديني، واستقطب لها اعدادًًا من بدو شمال دارفور الذين استقروا بها، منهم بعض أسر من عشيرتي المحاميد والماهرية.
واهتم قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) بالمنطقة وأعارها اهتمام كبير وزارها عدة مرات متفقدًا قواته هناك، كان آخرها في يوليو 2022، برفقة رجال أعمال سودانيين كبار وعدد من الصحفيين، وتفيد المعلومات بأن منطقة الزرق لها أهمية استراتيجية وتعتبر مركز تزويد عسكرى وهى من اهم المناطق بالنسبة للدعم السريع وبها حواضن اسرة دقلو وقبائلهم الممتدة.
وتبعد بلدة الزرق عن الفاشر نحو 87 كلم، وهي جزء من منطقة وادي الزرق، بشمال دارفور، وهي بادية واسعة تمتد من الشرق للغرب بطول مائة وخمسين كيلومترًا من حدود تشاد غربًا فيما تلامس شرقًا ولايات شمال كردفان ونهر النيل والشمالية.
وتفيد المتابعات أن هناك خلاف كبير حول تبعية وادي الزرق في ولاية شمال دارفور بين الزغاوة وبعض بطون رزيقات الشمال، ولكن يقطن المنطقة حالياً الرزيقات الماهرية، والكبابيش العطوية، وأولاد راشد، والقرعان، وبعض القبائل الأخرى، وفي عام 2003، تمركزت فيها بعض حركات دارفور المسلحة، نسبة لموقعها الإستراتيجي الذي يقود إلى وادي هور والحدود الليبية.