بعد المجزرة التي ارتكبها بمدينة نيالا | مطالبات بتدابير عاجلة لحماية المدنيين وحظر الطيران في السودان
فجر برس - عبدالرحمن العاجب
شهدت مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب مجزرة بشعة إثر قصف جوي لطيران القوات المسلحة استهدف السوق وعددًا من الأحياء السكنية منها حي الرياض والخرطوم بالليل وذلك عصر أمس السبت التاسع من نوفمبر الجاري ، وأسفر القصف عن سقوط عشرات الضحايا من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، وإصابة العشرات بجروح بالغة، فضلاً عن تدمير الممتلكات والمرافق الحيوية.
وفي السياق ادانت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” قصف الطيران لمدينة نيالا مواطنيها العزل، وقالت (تقدم) في بيان صادر عنها تأتي هذه الجريمة النكراء في سياق تصاعد وتيرة العنف واستهداف المدنيين الأبرياء، مما يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني وجرائم حرب تضاف إلى سجل الانتهاكات المروعة التي عانى منها شعبنا منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل.
وعبرت “تقدم” عن عميق قلقها إزاء الوضع الإنساني المتدهور في نيالا، ودعت طرفي النزاع إلى الوقف الفوري لجميع الأعمال العسكرية في المناطق المدنية، واحترام القانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين. وشددت على ضرورة تأمين ممرات آمنة لإجلاء المدنيين من مناطق الصراع، ونقلهم إلى مناطق أكثر أمانًا، مع ضمان توفير الرعاية الإنسانية العاجلة لهم.
ودعت التنسيقية كذلك المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والدولية إلى التحرك العاجل لوقف هذه المآسي ومحاسبة المسؤولين عنها، والعمل على إنهاء الحرب المدمرة من خلال حلول سلمية تضمن استعادة الأمن والاستقرار في السودان، وجددت موقفها الثابت بضرورة إحلال السلام الشامل في السودان، من خلال تضافر الجهود الوطنية والدولية لضمان حقوق الشعب السوداني في العيش بكرامة وأمان.
وفي ذات المنحى اتهم حزب الأمة القومي، طيران القوات المسلحة، بقصف أحياء سكنية في مدينة نيالا بجنوب دارفور، مساء أمس، ما أسفر عن مقتل عشرات القتلى والجرحى في أوساط المدنيين، بينهم أطفال ونساء وكبار في السن، وقال الحزب في بيان، إن قصف طيران الجيش للأسواق والمناطق السكنية، أصبح مهددا حقيقيا لحياة المدنيين، وجرما يستوجب الرصد والمساءلة، بعدما أسفر عن مقتل آلاف المدنيين في البلاد منذ اندلاع الحرب، مناشداً المنظمات الدولية والأمم المتحدة بإدانة الانتهاكات بحق المدنيين.
فيما طالب رئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” عبد الله حمدوك، الجمعة، المجتمع الدولي باتخاذ تدابير عاجلة لحماية المدنيين في السودان بما في ذلك فرض حظر طيران على كل السودان ونشر قوات حماية، وقال بيان أصدرته تنسيقية “تقدم” إن رئيس التحالف طالب المجتمع الدولي باتخاذ تدابير وإجراءات عاجلة لحماية المدنيين في السودان.
وأشار إلى أن هذه الإجراءات تتضمن تفعيل قرار الجمعية العامة المعني بمبدأ مسؤولية الحماية وإنشاء مناطق آمنة وتفويض ونشر قوات حماية، فضلًا عن عملية إنسانية موسعة عبر كافة دول الجوار وعبر خطوط المواجهة دون أي عوائق وذرائع ومحاسبة من يعوقون العون الإنساني المنقذ للحياة.
وحث على فرض حظر طيران على كل السودان من أجل حماية المدنيين العزل من القصف الجوي بما في ذلك المسيرات، وأوضح أن حمدوك قدم في الجلسة المخصصة للسودان، شرحا عن الأوضاع في البلاد، مستعرضا الآثار التي سببتها وما زالت تُسببها الحرب من مقتل أكثر من 159 ألف مواطن وتشريد أكثر من 12 مليونا نزوحا ولجوءا، وتدمير قطاعي الصحة والتعليم والبنى التحتية والقطاعات الإنتاجية، والكارثة الإنسانية الأكبر في العالم، وما يتعرض له المدنيون من أهوال ومخاطر في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان.
وأشار إلى أنه إذا ما استمرت الأوضاع كما هي عليه الآن، سيفاجأ الجميع بأكبر أزمة لجوء لم يشهدها العالم من قبل، وأن “على أوروبا الاستعداد من الآن لاستقبال الملايين الذين سيطرقون أبوابها عبر البحر الأبيض المتوسط”.
وحذر حمدوك من أن انهيار الدولة وظواهر تعدد الجيوش وأمراء الحروب وتحشيد وتجنيد المدنيين وتنامي خطاب الكراهية والاصطفاف العرقي والجهوي تهدد بانزلاق السودان إلى ما هو أسوأ من الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا عام 1994. وأعرب عن تخوفه من أن يتمزق السودان إلى كيانات عديدة تصبح بؤرة جاذبة لجماعات التطرف والإرهاب.