Fajr Press
أحداث جوبا

من الكنابي إلى جوبا.. تداعيات النزاع تلقي بظلالها على اللاجئين السودانيين

كمبالا – محاسن أحمد

تصاعدت التوترات في مدينة جوبا بين الجالية السودانية وبعض مواطني دولة جنوب السودان على خلفية الأحداث الأخيرة في ولاية الجزيرة بالسودان حيث نفذ الجيش السوداني عمليات تصفية طالت مواطنين من جنوب السودان في منطقة الكنابي عقب سيطرتها على المنطقة مؤخرا.

وهذه الأحداث أثارت موجة غضب واسعة بين الجنوبيين المقيمين في جوبا مما أدى إلى اعتداءات طالت السودانيين اللاجئين في المدينة وأسفرت عن أعمال عنف أجبرت العديد منهم على الفرار بحثا عن ملاذ آمن في المرافق الصحية والعسكرية.

ناريمان وهي أم لخمسة أطفال وتعاني من مرض السكري، تحكي عن لحظات الرعب التي عاشتها حيث تقول ل “فجر برس” : صحيت على أصوات الهلع والرصاص يوم الجمعة الساعة السادسة صباحا والأطفال كانوا بيسألوا في فزع شنو الحاصل؟ وتضيف أن السلطات قامت بإجلائهم من منازلهم إلى المراكز الصحية ومقرات الشرطة والجيش لكن الظروف داخل هذه المراكز تظل صعبة للغاية.

وتتابع ناريمان بلهجة يغلب عليها الألم قائلة بأن الأوضاع داخل المعسكر سيئة شديد، نحن محتاجين لأبسط الأشياء حتى الأكل ما قادرين نلقاه، مجرد “رغيفة وطعمية” بقت حلم بالنسبة لينا مشيرة إلى أن العديد من الأسر السودانية تواجه أوضاعا إنسانية قاسية ما اضطر البعض للعودة إلى السودان، بينما نزح آخرون إلى معسكر “قورم” بمساعدة منظمات الأمم المتحدة.

أما المواطن محمد عبد الله أحد التجار السودانيين الذين تعرضوا للاعتقال لمدة يومين دون طعام أو شراب يصف كيف تمت مداهمة منزله رفقة عدد من السودانيين باستخدام العصي والحجارة قبل أن يتم ترحيلهم بواسطة سيارات الشرطة إلى مقر قيادة الجيش.

ويضيف في حديثه ل ” فجر برس ” بأن الأوضاع تحسنت نسبيا بعد تدخل القوات الأمنية لكنه أشار إلى الخسائر الفادحة التي لحقت بممتلكاتهم نتيجة النهب والسلب مثل الذي حدث للكثيرين من السودانيين خلال الايام القليلة الماضية .

الأحداث الأخيرة في ولاية الجزيرة كانت بمثابة شرارة أشعلت موجة الغضب في جوبا حيث انتشرت مشاعر الانتقام والتوتر بين الشعبين نتيجة التداعيات المستمرة للحرب في السودان وتصاعدت المخاوف بين اللاجئين السودانيين الذين وجدوا أنفسهم في مواجهة هجمات استخدمت فيها الأسلحة البيضاء والنارية ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في ظل نقص حاد في الاحتياجات الأساسية وغياب الأمن.

وفي استجابة للأوضاع المتفاقمة أعلنت سلطات جنوب السودان فرض حالة الطوارئ في جوبا وأكدت التزامها بحماية الجالية السودانية وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم كما تعهدت بإعادتهم إلى منازلهم بعد السيطرة على الوضع الأمني.

وتستدعي الأزمة الإنسانية المتفاقمة في جوبا تدخلا عاجلا من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لتقديم الدعم اللازم للمتضررين كما يتطلب الوضع جهودا دبلوماسية مكثفة لاحتواء التوترات بين السودان وجنوب السودان والعمل على إيجاد حلول سلمية تضمن حماية اللاجئين وتخفيف حدة الاحتقان بين الجانبين.

وعلى الرغم من التوترات والصراعات التي شهدتها السنوات السودان وجنوبه الماضية يظل الرابط بين الشعبين أقوى من كل الخلافات السياسية والحدود الجغرافية وتظل قيم المحبة والسلام هي الأساس الذي يجمعهم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.