Fajr Press
الفاشر

لماذا يستخدم الجيش والمشتركة النازحين دروعاً بشرية في معارك الفاشر؟

الفاشر - فجر برس

لعام ونيف تعج ولاية شمال دارفور، لا سيما حاضرتها مدينة الفاشر بأحداث ومعارك ضارية اندلعت على خلفية تخلي بعض الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا عن الحياد، دعماً للجيش وكتائبه الإسلامية وميليشياته القبلية المتحالفة معه، لخوض المعارك بوتيرة واحدة، بالفاشر، فضلاً عن المحاور العسكرية في الشمال، والشرق، والخرطوم، ومن وحي المعادلات العسكرية لحرب أبريل نجحت حكومة بورتسودان في استخدام الحركات المسلحة كحجري رحى لتخفيف الضغط على الجيش ونقل ساحات المعركة الى إقليم دارفور، ما دفع جبريل ومناوي للاندفاع فيه بحماس شديد، آملين تحقيق مكاسب سياسية توسع من نفوذهما في السلطة من خلال التفاهمات السرية التي جرت بينهما وقائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان.

ويرى محللون عسكريون، أن تطورات المعارك المتسارعة في شمال دارفور، والحصار المطبق على الفاشر، والخسائر التي منيت بها المشتركة في مواجهة قوات الدعم السريع، بمعركة المالحة الشهر المنصرم، تؤكد أن جبريل ومناوي يواجهان انتكاسات كبيرة قد تُفشل خططهما لفك الحصار عن الفاشر، فضلاً عن استنزاف قوتهما العسكرية الحية، وقد تحولا، بحسب المتابعين، إلى شخصيتين تستجديان الدعم من المجتمع الدولي والأمم المتحدة، من خلال منابر حكومة بورتسودان.

وفي المقابل، وبينما تتحدث القوات المشتركة عن تحقيق انتصارات في شمال دارفور، وحماية المدنيين في الفاشر من الانتهاكات، فإن تنسيقية النازحين في معسكر زمزم تتهم الحركات المسلحة، والجيش باستخدام النازحين كدروع بشرية لإستدرار التعاطف الدولي والإقليمي.

وفي السياق أكدت التنسيقية، في بيانها رقم «15» أمس، أنها حذرت مراراً من تحويل معسكر زمزم إلى قاعدة عسكرية، وهو ما تحقق أخيراً، نتيجة إصرار القوات المشتركة على تحويل المعسكر إلى ثكنة عسكرية، وأشارت إلى أن هذا التغيير أفقد المعسكر صفته كملاذ آمن للنازحين، وتسبب في انتقال المعارك إليه، واقتحام قوات الدعم السريع له، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة، أسفرت عن مقتل وإصابة العديد من النازحين، بجانب تدمير مساكنهم.

وأوضحت، التنسيقية أن الرهان على القوات المشتركة والقوات المسلحة لتوفير الحماية كان خاسراً، ما دفعها إلى دعوة النازحين لمغادرة المخيم حفاظاً على أرواحهم، تجنباً لسقوط مزيد من الضحايا بسبب المعارك ونقص الغذاء، كما أشادت التنسيقية ببيان حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي، بقيادة الدكتور الهادي إدريس، واعتبرته خطوة واقعية تفتح الباب أمام النازحين للنجاة.

وفي ذات السياق، دعا رئيس تجمع قوى تحرير السودان، الطاهر أبو بكر حجر، سكان مدينة الفاشر ومعسكر أبوشوك وزمزم للخروج، نظراً للظروف الإنسانية المتردية، وانعدام أبسط مقومات الحياة، وأكد حجر أن قواتهم مستعدة لتأمين ممرات آمنة نحو المناطق الخاضعة لسيطرتهم، مع توفير الحماية اللازمة، مشيراً إلى أن مؤسسات الحركة الإنسانية جاهزة لتلبية الاحتياجات الضرورية.

وفي المقابل، استهجنت القوات المشتركة الدعوة التي أطلقتها حركتا تحرير السودان المجلس الانتقالي، وتجمع قوى التحرير بقيادة الهادي إدريس والطاهر حجر، لمغادرة المواطنين مدينة الفاشر لمناطق جنوب وغرب المدينة، وقال العقيد أحمد حسين مصطفى، المتحدث باسم القوات المشتركة، إن هذه الدعوات تهدف إلى التغطية على الهزيمة التي تلقتها قوات الدعم السريع، حليفة تلك الحركات، مضيفاً أن دعوة الخروج ليست بجديدة، إذ سبق أن أطلقها الوالي السابق نمر محمد عبد الرحمن قبل عام. وأضاف: “من لا يستطيع حماية نفسه، لا يستطيع حماية الآخرين”، مشيراً إلى أن الفاشر ستظل صامدة ونقطة انطلاق لتحرير بقية مدن دارفور.

وفي فبراير الماضي، حذرت «46»منظمة سودانية وإقليمية في منطقة شرق أفريقيا، الحركات المسلحة والقوات المشتركة من استخدام معسكرات النازحين لأغراض عسكرية، معتبرة ذلك انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني، وجاء ذلك في بيان مشترك وقع عليه المحامي عبد الرحمن القاسم والمدافع عن حقوق الإنسان آدم موسى أوباما، لكن في المقابل نفت القوات المشتركة هذه الاتهامات واعتبرتها مؤامرة تهدف لتشويه دورها الذي وصفته بأنه يمثل صمام أمان للنازحين في شمال دارفور.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.