في جريمة هزّت الأوساط الثقافية والإنسانية، كشفت مصادر موثوقة من منطقة الدروشاب بالخرطوم بحري عن مقتل الكاتب والروائي السوداني (يحي حماد فضل الله) (65 عامًا) على يد الجيش السوداني. وأفادت المصادر بأن القوات المسلحة اعتقلت الراحل بتهمة التعاون مع قوات الدعم السريع، قبل أن يخضع للتعذيب، مما أدى إلى تدهور حالته الصحية ووفاته في مستشفى علي عبدالفتاح.
ووفقًا للمصادر، كان (يحي حماد) يعاني من داء السكري، ورغم حالته الصحية الحرجة، حُرم من العلاج وتعرّض للضرب والتعذيب الممنهج حتى فارق الحياة. وتشير التقارير إلى أن الكاتب ظل متواجدًا في منزله بالدروشاب بسبب ظروفه المادية والصحية التي منعته من مغادرة المنطقة، ليبقى حتى لحظة وفاته في منزله الذي لم يوفر له الأمان.
وتشير سيرة الدكتور (يحى حماد فضل الله) الأديب والاعلامي المعروف درس علم الاجتماع والاستراتيجية والامن القومي وتحصل فيها على الدرجات العليا الدكتوراه والزمالة والماجستير إلى جانب الجهود الكبيرة التي قام بها في الفكر والثقافة والإعلام عمل منتج ومؤسس قناة النيل الأزرق مدير ومؤسس قناة سودان مباشر ومدير مؤسس سودانية منوعات، متعاون مع قناة الثقافة والتراث السودانية، شغل منصب مدير البرامج الثقافية بالتلفزيون، شغل مدير الإدارة العامة للموارد المالية و البشرية بالهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، والان يشغل مساعد المدير العام للمحتوى بالهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، الجدير بالذكر تمت ترقية الدكتور يحى حماد فضل الله الى الدرجة الأولى القيادية .
يحي حماد فضل الله، من مواليد محلية عد الفرسان بولاية جنوب دارفور، حاصل على بكالوريوس الآداب من جامعة النيل، عُرف بمسيرته المهنية الغنية، حيث عمل ككاتب وصحفي، وكان له عمود صحفي شهير بعنوان “تر اللوم”. كما عمل معدّ برامج في الإذاعة السودانية، وبرز كروائي أصدر العديد من الأعمال الأدبية، أبرزها روايته الشهيرة “زواج زقندي”.
إلى جانب الأدب، كان الراحل شاعرًا وملحنًا، قدّم العديد من الأغنيات التي تغنى بها فنانون بارزون مثل (عمر إحساس)كما تخصص في التراث والأدب الشعبي، حيث ساهم بإثراء المشهد الثقافي السوداني عبر أعماله الإبداعية ومبادراته الفنية.
حادثة اغتيال الكاتب يحي حماد فضل الله تسببت في موجه حزن واستياء وقلق واسعة في الأوساط الثقافية والإعلامية، حيث اعتُبرت دليلًا آخر على الانتهاكات المتصاعدة التي ترتكبها الأطراف المتنازعة ضد المدنيين، واستهداف المثقفين وأصحاب الفكر.
ويُطالب الوسط الثقافي والحقوقي بتحقيق دولي مستقل في هذه الجريمة لضمان محاسبة المسؤولين، كما دعا المجتمع الدولي إلى التدخل لحماية المدنيين من جرائم الحرب المتزايدة في السودان.