Fajr Press

تخرج فيها الساسة والمثقفون – “قهوة الأخوان” .. نكهة البن بمذاق المعرفة والفن والحنين

الأبيض - عثمان الأسباط

لم تكن قهوة “الأخوان”أو “زهرة أفريقيا” في قلب عروس الرمال مدينة الأبيض مكاناً لارتشاف الشاي والبن الفرنساوي والحليب والكاكاو فقط، بقدر ما كانت ملتقى لقامات سوامق شكلت وجدان عروس الرمال ثقافياً واجتماعياً في أزهى أيامها.

(1)

ويعود تأسيس قهوة “الاخوان”إلى الشقيقين ابني”المقبول” في العام 1952م وأطلق عليها “زهرة أفريقيا” الخواجات الذين كانوا يرتادونها، ونبعت التسمية من واقع أن الجميع كان يتحدث اللغة الإنجليزية، ولم يعان الأجانب مشكلة “غربة اللسان”، فضلاً عن الأناقة التي كانت السمة المميزة لمرتاديها، عمل في القهوة نادل من تشاد يدعى”ما دريا”، أي “ما عرف”، وكان رجلاً في غاية الظرف واللطف والهمة في عمله، مما أكسبه حب الجميع.

(2)

وقال الفنان التشكيلي هيثم سليمان النيل إن القهوة كانت ملتقى يجتمع فيه كل أطياف المجتمع من الأدباء والشعراء والسياسيين والأطباء ورجال الدولة والطلاب، في بداية الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، علاوة على دورها في قيادة حركة التغيير الثقافي والاجتماعي في عروس الرمال، ومن أشهر روادها الشاعر حدباي الذي كان يعمل “كاتب دونكي” في مصلحة الأشغال والقاص زهاء الطاهر، التشكيلي محمد عمر محمود، د.إسماعيل الفحيل، الأديب محمد عثمان الحلاج، الشعراء فضيلي جماع وبابكر مكين وبابكر عطية والقاص حماد الزين والناقد محمد النعمان، الكوميديان موسى شيخ الربع، شيخ عمر جيلي، صديق موسى بخيت، ود. حافظ محمد محمود الأستاذ بالجامعة الأمريكية، مصطفى أحمد حسين خريج جامعة “بنسلفينيا” التي تخرج فيها أبو القومية الأفريقية “نكروما”، وآخرون كثر.

(3)

ويضيف : هؤلاء وغيرهم كانت تدور بينهم حوارات في الأدب والسياسة والثقافة وقضايا المجتمع، مما جعل مساجلات القهوة رافداً لصحيفة كردفان، من ناحيته كشف الأستاذ الجامعي حمودة آدم حمودة عن الأدوار التاريخية لقهوة “الاخوان”، إذ انبثقت فكرة الاحتفال بالذكرى المئوية للثورة المهدية بجانب نادي السينما، كما كانت القهوة مزاراً اجتماعياً كبيراً في الأبيض ولاتزال.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.