مع تصاعد وتيرة العنف في السودان بسبب الحرب التي تدور بين الجيش وقوات الدعم السريع، تزايدت الانتهاكات ضد الأطفال بشكل كبير، وقُتل أكثر من أربعين طفلاً وأصيب أكثر من (35) أخرين على مدار ثلاثة أيام فقط بحسب متابعات التحالف السوداني للحقوق، في ثلاث مناطق منفصلة من البلاد، وهذا مثال صارخ على التهديدات المدمرة – والمتنامية – للأطفال في السودان.
وتفيد متابعات التحالف إن القصف في مدينة كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان، أدى إلى مقتل (21) طفلاً وإصابة (29) آخرين يوم الاثنين 3 /فبراير ووفقاً لمتابعات التحالف قُتل ما لا يقل عن (11) طفلاً في قصف على سوق للماشية في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وقُتل ثمانية أطفال آخرين وأصيب ستة آخرون في قصف على سوق صابرين بولاية الخرطوم يوم السبت 2/فبراير.
وخلال الأسبوع الأخير من شهر /يناير، وفقاً لمتابعات التحالف السوداني للحقوق، قُتل وجُرح سبعة أطفال في هجوم على المستشفى الوحيد العامل في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، وقُتل وجُرح ثلاثة أطفال آخرين عندما سقطت قذيفة على أحد الأماكن الصديقة للأطفال التابعة لليونيسف في ولاية الخرطوم.
وأفاد تقرير صادر عن منظمة اليونسيف أنه في الفترة ما بين يونيو إلى الأول من ديسمبر 2024، ومع انتشار النزاع إلى مناطق جديدة، تم الإبلاغ عن أكثر من (900) حادثة من الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال – بمعدل أكثر من أربعة حوادث في اليوم. وكانت نسبة صادمة بلغت 80 في المائة من هذه التقارير عبارة عن روايات عن القتل والتشويه، وخاصة في ولايات دارفور والخرطوم والجزيرة.
وبالنسبة للتحالف السوداني للحقوق فإن الأطفال في السودان يدفعون الثمن الباهظ للقتال المستمر، وهو الأمر الذي ظل يدفع التحالف على الدوام لدعوة جميع أطراف النزاع إلى التقيد بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي واحترام وضمان احترام وحماية والوفاء بحقوق جميع الأطفال في السودان.
