نشر مليشيا الأورطة الشرقية في شرق السودان يثير حنق مجموعات سكانية منافسة
كسلا - فجر برس
يثير إعلان مليشيا مسلحة نشر قواتها في شرق السودان، مخاوف متعاظمة من انفراط الأمن في المنطقة بعد إعلان مجموعات قبلية رفضها للخطوة والتهديد بالتصعيد.
وفي 29 اكتوبر المنصرم، كشفت مجموعة أسمت نفسها “الأورطة الشرقية” وهي فصيل عسكري يتبع للجبهة الشعبية للتحرير والعدالة التي يرأسها الأمين داؤود وهو من الموقعين على إتفاق جوبا للسلام، عن نشر قواتها في ولاية كسلا شرق السودان بعد أن تلقت تدريبات في منطقة لم تذكرها.
وقال مساعد القائد العام لقوات الأورطة الشرقية هُمد شبللا لـ”سودان تربيون” إن “نشر قواتهم في شرق السودان أتى برغبة كل الأطراف في المنطقة، وأن الخطوة تمت بعد مشاورات فنية وعسكرية مع القوات المسلحة وقواتنا هي الآن جزء من القوات المسلحة”.
وأشار إلى أن نشرهم لألاف الجنود في شرق السودان، أتى لحماية الأرض والعرض، موضحا أن جنودهم كانوا يتلقون تدريبات ودورات عسكرية مكثفة في مواقع لم يذكرها.
وانتقد بشدة الأصوات الرافضة لوجودهم في شرق السودان، وقال إنها أصوات مدفوعة الثمن وتحركها أجندة أجنبية – طبقا لقوله.
وأكد أن قواتهم وجدت الترحيب الواسع واستقبالات حاشدة من قبل كل مكونات شرق السودان لكون أن الجنود يمثلون كل قبائل المنطقة.
إلى ذلك اعتبر الأمين السياسي للمجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة سيد علي أبو آمنة نشر قوات الأورطة الشرقية في أراضيهم بمثابة إعلان حرب بين البجا وبقايا ما وصفهم بالمعارضة الإريترية.
وهدد أبو آمنة في حديثه لـ”سودان تربيون” بمواجهة هذه القوات وعدم السماح لأي تواجد عسكري لها في إقليم شرق السودان.
وفي العام 2020 اعتقلت سلطات ولاية القضارف الأمين داؤود أثناء دخوله السودان عن طريق الحدود قادماً من إثيوبيا وهو أمر قاد محكمة في نفس الولاية بإصدار حكما بالسجن لمدة عام ضده قبل أن يتم إطلاق سراحه بعد أن مضى شهران في السجن.
وحذر أبو آمنة من تفاقم الوضع الأمني في شرق السودان وانفجاره مجددا لكون أن الوضع في المنطقة محتقن منذ سنوات بين مجموعة “هاسا أو التقري” المجنسين وبين البجا أصحاب الأرض – حسب تعبيره -، وقال “إن بين المجموعتين دماء حارة بسبب فتنة قادها قائد المجموعة العسكرية الحالية”.
واتهم قوات الأورطة الشرقية بتلقي دورات عسكرية في دولة إريتريا المجاورة وارسالهم للسودان للعمل تحت قيادة مني أركو مناوي زعيم حركة تحرير السودان والذي قال إنه ظل يساوم بقواته بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وكانت تقارير إعلامية تحدثت عن اتجاه الجيش لنشر ألاف المقاتلين من أبناء شرق السودان في المنطقة بدلا عن جنود قوات الحركات المسلحة الدارفورية التي تنتشر في الإقليم بكثافة حيث تتولى تأمين مواقع حيوية في بورتسودان التي نقلت إليها أغلب المؤسسات الحكومية مدنية وعسكرية بعد إندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع.
وأكد أبو آمنة أنهم في قيادة مجلس البجا يعتبرون الأورطة الشرقية قوة أجنبية وأن قيادتها جزء من المعارضة الإريترية التي تم اذابتها في أرض البجا بالتحالف مع نظام المؤتمر الوطني السابق وتجنيسهم بلا أي وجه قانوني.
ورأى أن قائد قوات الأورطة الشرقية الأمين داؤود مطلوب للعدالة في قضايا قتل ومتهم بإشعال الفتنة في أرض البجا بلا سلاح وبلا قوة عسكرية، اما الآن وقد تم تسليحه وتجييشه في إريتريا وارساله لأرض البجا تحت غطاء المشتركة، وأكد أن ذلك سيفجر الأوضاع ويضرب الشرق وهذا ما يريده داعمي هذه القوة الأجنبية التي تحاول السيطرة على إقليم البجا – وفقًا لقوله.
وإندلع اقتتال دامي بولاية البحر الأحمر خلال العام 2019 بين الهدندوة والبني عامر التي ينتمي إليها أغلب الموقعين على مسار شرق السودان في اتفاق جوبا وذلك بعد وقت وجيز من استقبال حاشد حظي به الأمين داؤود في مدينة بورتسودان وهو ما قاد السلطات إلى تدوين عدة بلاغات في مواجهته.