خرجت عشرات الأسر من مخيم زمزم ومدينة الفاشر بولاية شمال دارفور إلى منطقة طويلة، تحت حماية قوات من الدعم السريع وحركة تحرير السودان ــ المجلس الانتقالي وتجمع قوى تحرير السودان، واعترضت الإدارة العليا لمخيم زمزم والقوة المشتركة على دعوات خروج النازحين من المعسكر والفاشر، حيث أبدت حركة تحرير السودان ــ المجلس الانتقالي بقيادة الهادي إدريس، وتجمع قوى تحرير السودان برئاسة الطاهر حجر، استعدادها لتوفير ممرات آمنة لخروج المدنيين.
ووثق مقطع فيديو تحققت منه (فجر برس) مغادرة عشرات الأسر صباح اليوم الأربعاء عبر شاحنات من الفاشر وزمزم إلى بلدة طويلة، وظهر في مقطع الفيديو قادة ميدانيون، من بينهم اللواء النور القبة من قوات الدعم السريع، وأحمد أبو تنقا من تجمع قوى تحرير السودان، وأحمد جدو من حركة تحرير السودان ـ المجلس الانتقالي، وقال النور القبة، خلال مخاطبته القوات المشاركة، إن الهدف من هذه الجهود هو تنظيم خروج المدنيين وضمان سلامتهم، عبر تأمين الطريق واستئجار شاحنات تجارية لنقلهم من مناطق القتال إلى مناطق آمنة، مع التكفل بتكاليف السفر.
وأفاد شهود عيان (فجر برس) بأن المدنيين خرجوا طواعية من مدينة الفاشر ومخيم زمزم لمسافة تزيد عن 10 كيلو مترات، قبل أن يتم تجميعهم وتسهيل السفر عبر الشاحنات وتأمين الطريق من القوة المشاركة إلى بلدة طويلة، وفي السياق، أعلن تحالف السودان التأسيسي (تأسيس) عن استجابة واسعة من المدنيين والنازحين في مدينة الفاشر والمخيمات المحيطة بها لنداءاته التي تدعو إلى إخلاء مناطق التماس العسكري، حفاظًا على أرواح السكان وسلامتهم.
وأوضح التحالف، في بيان نُشر عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك” وتلقّت ( فجر برس) نسخة منه، أن قواته تواصل لليوم الثاني على التوالي استقبال وتأمين مئات المدنيين الفارين من مناطق الاشتباكات، ومعظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، وأضاف أن عمليات نقل هؤلاء تتم من محيط المدينة إلى مناطق أكثر أمانًا، مع توفير المأوى المؤقت والإمدادات الإنسانية العاجلة.
وتأتي خطوة نزوح المواطنين من الفاشر وزمزم في أعقاب التحشيد العسكري لقوات الدعم السريع قرب المدينة، وسط توقعات بشن هجوم واسع خلال فترة وجيزة، وتعيش الفاشر في ظل وضع إنساني قاسٍ، جراء الشح الشديد في السلع الغذائية نتيجة للحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على المدينة منذ أبريل 2024.
وقال شاهد عيان فضل حجب إسمه إن أعداد الفارين تتزايد يوميًا بسبب تدهور الأوضاع المعيشية وانعدام السلع الأساسية، في ظل تصاعد القصف المدفعي على المدينة والمخيمات من قبل قوات الدعم السريع، وأشار إلى أن النازحين يعتمدون في تنقلهم على عربات الكارو والدواب، أو يضطرون للسير على الأقدام عبر طرق وعرة، خاصة من المدخل الغربي لمخيم زمزم، في رحلات تستغرق عدة أيام للوصول إلى طويلة.
وتحدث عدد من النازحين عن معاناتهم في الوصول إلى منطقة طويلة، وقال بعضهم إنهم قطعوا الرحلة مع أطفالهم خلال خمسة أيام باستخدام عربات الكارو، عبر طرق فرعية لتفادي النهب، وقالوا أنهم كانوا ينامون في العراء ولا يتناولون سوى وجبة واحدة يوميًا، وأفاد شاهد عيان آخر ــ فضل حجب إسمه بأن هناك نية متزايدة لدى النازحين لمغادرة المخيمات إلى مناطق آمنة، رغم محاولات بعض الإدارات المحلية تهدئة الوضع وثنيهم عن الرحيل خوفًا من الاعتداءات خلال النزوح، وأوضح أن المئات من النازحين غادروا مخيم زمزم خلال عطلة عيد الفطر، بمن فيهم نساء وأطفال وكبار السن، باتجاه منطقتي طويلة وشنقل طوباي المجاورتين.
وكان المتحدث الرسمي باسم منسقية النازحين واللاجئين في دارفور قد أشار في وقت سابق إلى مغادرة نحو 80 أسرة إلى طويلة بسبب تدهور الوضع الإنساني، ونقص المياه، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، بالإضافة إلى الحصار المفروض على الفاشر ومخيم زمزم، وتعد بلدة طويلة بشمال دارفور، إلى جانب روركرو وقولو ودربات في جبل مرة، الواقعة تحت سيطرة حركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد نور من أبرز مراكز استقبال النازحين منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023، حيث لجأ إليها الآلاف هربًا من القتال المستمر.